الحلقة الـ 49 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : رجاء كيف كان جدول الإتفاق بين الأم وابنتها المراهقة ؟
........................................
جلست رجاء مع أمها في غرفة المعيشة لكي تضع بمساعدتها القائمة التي ستتفق معها على القيام بها..وعلى أساسها تتحمل الإبنة نتائج اختياراتها .
قالت الأم لرجاء " هل نبدأ بيوم الخميس ليلة إجازتك الإسبوعية "
ردت رجاء بحماس
" هل معنى ذلك أنك ستسمحين لي هذا الأسبوع بالبقاء مع صديقاتي إلى الساعة الحادية عشر مساءً ؟"
قالت الأم متجاوبة
" أنا موافقة على ذلك في بعض المناسبات..لكن عليك أن تطلب ذلك مني قبل يوم الإجازة بعدة أيام.. بشرط أن يقوم كلا من الأبوين أو أحدهما بتوصيلك عندما يحين موعد عودتك وليس السائق "
وتابعت الأم حديثها
" لكنك إذا تأخرت عن الساعة الحادية عشر .. عليك أن تخبريني بسبب تأخرك حتى نتفق ماذا عليك أن تفعلي "
كانت رجاء سعيدة بما اكتسبته من حرية زائدة وأن أمها وافقت على ما تريد .
وأكملت الأم .
" سنواصل هذا الأمر لمدة أشهر . إذا التزمت بهذه القوانين التي وضعناها سوياً..لكنك إذا لم تلتزمي بها ..فإنك سوف تعودين لأسابيع قليلة الساعة العاشرة ..وسنحاول بعد فترة أن نعود إلى نفس الإتفاق لعلك تكوني قد نضجت وعرفت مسؤليتك .. والآن سنتحدث عن واجباتك في البيت كأحد أفراد الأسرة في المحافظة على غرفة نومك نظيفة وكذلك غرفة المعيشة في حالة زيارة صديقاتك لك .. كما إننا يجب أن نتفق حول الوقت المحدد لك لتتحدثي مع صديقاتك بالهاتف ومتى ."
سألت رجاء
"هل معنى ذلك أن تظل غرفتي نظيفة دائماً ..ألم أبلغ من العمر أستطيع أن أترك غرفتي تبدو بالشكل الذي يعجبني ؟"
" تستطيعين ذلك ..لكن عيني تتأذى كلما مررت على غرفتك ووجدتها بهذه الفوضى "
اقترحت رجاء على أمها قائلة
"ماذا لو تركت باب غرفتي مغلقاً دائما ؟"
وافقت الأم لكنها اشترطت على ابنتها قائلة
" إذا وجدت الباب مفتوحاً والفوضى أمامي ستضطرين إلى تنظيفها ..فأنا لا أحب أن تدعي صديقاتك وغرفتك بهذه الفوضى ..ولن تنام صديقاتك معك إلا إذا قمت بترتيب الغرفة .. إذا قبلت بذلك قبلت به أنا أيضاً ."
وافقت رجاء على قوانين أمها وسألتها
" هل يمكنني أن أبدأ غداً مثلاً؟ "
أجابت الأم
"بالطبع مادمت ملتزمة بهذه القوانين..وبعد انتهاءك من واجباتك المدرسية ..لكن غداً لا يعد يوم إجازة ..لذلك عليك أن تعلميني أين ستذهبين ..وتلتزمين بالعودة إلى البيت الساعة السادسة مساءً هل توافقين على ذلك ؟"
قالت رجاء " ماذا لو نسيت ؟"
ردت الأم
" إذن سوف تخسرين ذلك الإمتياز لمدة ثلاثة أيام ..لكنك إذا نسيت ذلك عدة مرات فيما بعد ..فإننا سنلغي ذلك الإمتياز لإنك بذلك لست ناضجة بما فيه الكفاية ."
قالت رجاء " ماذا عن مجيء صديقاتي إلى بيتنا ؟"
أجابت الأم بحزم
"موافقة بشرطين هو عدم نشر الفوضى في البيت..ولا أريد أن أشم رائحة السجائرالتي شممتها من قبل ..هل أنت موافقة ؟
قالت الإبنة " أوعدك ..لكنني لا أعلم إذا كانت صديقاتي سيلتزمن بذلك "
ردت الأم بنبرة جادة
" معنى ذلك أن صديقاتك غير مسؤلات بما فيه الكفاية..ولن يزوروك إلا إذا كنت أنا متواجدة في البيت .
وانتقلت الأم إلى موضوع الهاتف وكيفية استخدام ابنتها له
" ماذا عن التلفون ..أكثر شجارنا حول من يستطيع أن يستخدمه ..أنت تطيلين محادثاتك مع صديقاتك..وأنا أريد أن أكلم أحد حول موضوع ما..هل لديك اقتراح يحل المشكلة ؟"
ردت رجاء أن لا أستطيع أن أتنبأ متى ستتصل بي صديقاتي ..ولا مدة المكالمة "
قالت الأم " في إمكانك أن تحددي لهم وقت يمكنهم الإتصال بك ..لنحدد الآن الساعة الرابعة إلى السادسة مساء ..ومن الساعة الثامنة في إمكاني أنا أن أستخدمه ..ما رأيك ؟"
" ماذا أفعل لو أتصلوا بي خارج نطاق ذلك الوقت ؟"
أجابت الأم " إخبريهم أن وقت السماح لك بالتحدث هاتفياً انتهى ..يستطيعون الإتصال في اليوم الثاني في الوقت الذي حددناه ..هل أنت موافقة ؟”
هزت رجاء رأسها موافقة .